د. عميش يوسف عميش
مقال الدكتور (J.Michael McGinnis) – استاذ العلوم الطبية (الاكاديمية الوطنية الامريكية)–واشنطن غير مسبوق ونشرته مجلة (JAMA) 26 /4 / 2016 , استند المقال الى «شعار» اعتمدته «كلية الصحة العامة» جامعة (Johns Hopkins) ومحتوى الشعار «حماية الصحة وانقاذ ارواح الملايين على الدوام». المقال قدم تحليلاً يثير الاعجاب وبني على معطيات ومعلومات حول: جدول الوفيات، ومعدلات التعمير وسجلات الضرائب.
وقد شملت الدراسة (4,1) بليون نسمة من سكان العالم و(7) ملايين وفيات لأشخاص قضوا نحبهم في امريكا في فترة (15) عاماً بين (1999 – 2014). هذه المعطيات كانت من صلب دراسة كان قام بها فريق يتألف من الاطباء (Chetty. R) و(Stepner.M) و(Abraham.S) حول نفس الموضوع والعلاقة بين دخل الفرد ومتوسط العمر المتوقع شملت الاعوام (2001 – 2014) ونشرتها مجلة JAMA الدراسة تحدثت عن تشجيع وضع استراتيجيات حول صحة المجتمع المأمول بالاعتماد على العلاقة بين دخل الفرد ومتوسط العمر المتوقع.
الفريق المذكور أكد على العلاقة الدائمة بين الدخل العالي للفرد والزيادة في متوسط عمره, بالإضافة الى الفجوة بين الفقراء والاغنياء والتي توازي 5% من المجتمع الامريكي. ولوحظ وجود علاقة بين متوسط العمر المتوقع ومقاييس هامة تساعد الولوج الى الرعاية الصحية مثل المناخ ووظيفة الفرد وطبيعة عمله والمؤسسة التي يعمل بها.
بالإضافة لمستويات الدخول الغير متساوية, كذلك وجود فروق جغرافية تؤثر على معدلات الاعمار والدخل وتتضمن ايضاً ظروفاً معوقة لكنها هامة تنتج بسبب عدم السيطرة على السلوكيات الغير صحية مثل: الادمان على التوباكو والكحول، والسمنة، وعوامل تنمية المجتمع مثل درجات الانفاق الحكومي في مجال الصحة والتعليم والبطالة، ونسبة خريجي الجامعات.
فالبنسبة لهذه المجموعات ذات الدخل المتدني يكون متوسط العمر المتوقع لهم متغير حسب درجة مستوى معيشة المجتمع اي بين 6 سنوات زيادة او 3 نزول في معدل العمر المتوقع لعمر (65) عاماً. والنتيجة ان تماسك وقوة المجتمع مرتبطة بمتوسط العمر المتوقع للمواطن. نعود للدراسة التي اعدها (Michael McGinnis) فلقد صممت بشكل يعكس الدخل القومي للمواطن في جميع الولايات وان تأثير المضامين المحتملة على الاستراتيجية لصحة المجتمع ككل شيء مهم.
ولقد عرف منذ عقود ومن خلال المؤشرات الوطنية ان دخول المواطنين ومستوى حياتهم مرتبطة بمتوسط العمر المتوقع.
وان مستويات التربية والثقافة هي جهاز التنبؤ للصحة، كذلك العوامل السلوكية: الادمان على التوباكو، وسوء التغذية والسمنة، ونمط نشاطات الفرد، جميعها تساهم في موت مبكر، وبالمحصل فالرعاية الصحية ليست السبب الوحيد والحاسم لصحة المواطنين وفي مواجهة ترسيخ وتوطيد ومعرفة تامة لأي عائق يضر بذوي الدخل المتدني، فان الدراسة وبرغم ذلك تؤكد احتمالات قيام مبادرات لمساعدة المواطنين لتجنبهم مضاعفات في مجال صحتهم وهذه هامة لان لها علاقة بالعمالة والضرائب ودخل الفرد حسب مهنته ولكن ايضاً بسبب زيادة العناية والاهتمام والحوافز والاخلال في دعم صحة المجتمعات اي ان تكون بشكل افضل من خلال مبادرات ذات صفة اولوية.
اما « قانون تطبيق الرعاية لعام 2010» «The Affordable Care Act of 2010 (ACA)» فيحتوي على عدد من التدابير الاحتياطية التي تساعد في هذا المجال.
اما الاسهام الاساسي لإقامة تأمين صحي يغطي الذين لم يغطهم من قبل، فان القانون الذي يشرع سوف يزيد من تطوير حجم المسؤولية او استخدام التمويل الصحي بشكل افضل لدعم صحة المجتمع عامة.
كذلك دمج الصحة بالخدمات الاجتماعية لمواجهة التحديات الصحية، وتوجيه الجهود لعوامل تؤدي للأفضل لصحة المجتمع. الشيء الاكثر تداولاً في التأمينات الصحية الامريكية هو برنامج المديكير (Medicare)، لكن المهم ربط التأمينات الصحية بالخدمات الاجتماعية مثل: الاسكان والمواصلات والتعليم كما ان (ACA) يساهم.
ويثبت الاحتياجات لإعفاء ضرائب الخدمات الصحية وبالتالي انعكاس الفائدة العامة على المواطن. وبالنتيجة يمكن ان تتحسن احوال ذوي الدخل القليل اخيراً فدراسات (Chetty) و(Michael McGinnis) حول العلاقة بين دخل الفرد ومتوسط العمر المتوقع له تؤكد ايجابيات الوضع الصحي الجيد حسب هذه المعادلة.
كذلك يمثل اهمية نفاذ التبصر الهام نحو طرق اخرى كثيرة. حيث تتشكل توقعات حياة المجتمعات والنظرة العامة، وهذا له دلالات اولها التعليم والتفهم اكثر عن ديناميكية العملية الصحية كذلك تقوية تقارب الرعاية الصحية للمجتمع ككل لتصبح اكثر قرباً وتمكناً للفوز في الفرص المناسبة.
وهنا اتمنى ان نتبنى مثل هذه الدراسة ونطبق بنودها الايجابية بغرض رفع دخل الفرد ومتوسط العمر المتوقع للمواطن الاردني, رغم التحديات التي تواجهنا كزيادة المديونية وارتفاع معدل البطالة الى 16% والارهاب واللجوء الكثيف , فالأردن وما يتحمله من استنزاف ورغم ذلك باستطاعته ان يعالج القضايا الاساسية التي يواجهها المواطن اذا وضعت الدراسات ونفذت الاستراتيجيات الصحيحة.